بسم الله الرحمن الرحيم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تشتهر مدينة الخليل بصناعة الزجاج و الفخار حيث بدأت هذه الحرفة بالانقراض و لم يتبق إلا مصنع عائلة النتشة. هذا المصنع الذي بدأ العمل قبل حوالي ثلاثمئة عام مازال مستمرا بالعمل و بنفس الطريقة مع اضافة بعض التكنولوجيا التي لا تؤثر على تراث هذه المهنة حيث يتم استعمال الأدوات القديمة في صنع و تشكيل الزجاج والخزف أو كما يسمى الفخار.
صنع و تشكيل الزجاج
أمجد النتشة الذي يعمل ويدير المصنع يشرح كيفية صنع المصابيح و الكؤوس والاباريق من الزجاج " يوجد فرن بحرارة 1200 درجة مئوية و الزجاج يكون مصهورا ومن ثم يتم إلتقاطه بواسطة انبوب معدني ويتم النفخ فيه لتشكيل الشكل المطلوب ويتم استخدام المكابس والمقصات الكبيرة للوصول إلى الابريق أو المصباح المطلوب".
عماد النتشة كان يجلس أمام الفرن ووجهه محمر اللون والعرق يقطر منه ويلتقط الزجاج المذاب من داخل الفرن وينفخ ومن ثم يلف الانبوب المعدني حيث يعلق الزجاج الساخن على أخره و كأنه في سيرك حتى انه يلفه في عدة اتجاهات وذلك لتبريده ومن ثم وكأنه يلعب بالزجاج و يشكل بسرعة أشكال رائعة بحرفية عالية.
يقول عماد" بدأت أعمل منذ كنت في السابعة من عمري والصعب في هذه المهنة هو الحر، هذا الفرن الذي أجلس امامه هو المشكلة ".
عائلة النتشة تحافظ على البيئة الفلسطينية. ويشرح عماد قائلا " نستعمل الزجاج المكسور الذي يتم جمعه من الشوارع وهو من زجاجات المشروبات الغازية ونقوم بإذابته ونعيد استعماله وبالتالي نحافظ على البيئة التي تصبح خالية من الزجاج المكسور ونوفر الكثير من المال بهذه الطريقة".
ابن عماد وعمره تسع سنوات كان يتجول في المصنع و المدارس مغلقة هذه الايام بسبب العطلة الصيفية. وعند سؤاله عن مهنة الاباء والأجداد قال" لا احب هذه المهنة وهي صعبة وحارة جدا ولا أريد تعلمها".
صناعة الخزف ورسمه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]المصنع متخصص أيضا بالخزف أو الفخار المصنوع من الطين والذي يرسم عليه أشكال جميلة. طريقة العمل يشرحها أمجد النتشة " نحضر الطين ونكبسه على جهاز خاص ثم نضعه في الفرن لست ساعات ثم نتركه يوما ليبرد ونرسم عليه و نضعه في الفرن مرة اخرى و بعدها يكون جاهزا".
حسام الفاخوري هو رسام المصنع و فنان الخزف، بريشته يرسم على عشرات الاواني الخزفية يوميا ويقول "أرسم الرسومات حسب طلب الزبائن أو من عقلي وأحب هذا العمل خاصة عندما انتهي من عمل القطع الجميلة، الوقت يمضي وأنا أرسم على الخزف".
التسويق الالكتروني
اعتمدت هذه الصناعة على السياح الاجانب والاسواق الاسرائيلية ومنذ بداية الانتفاضة تغيرت الأحوال حيث لا يوجد سياح والطرق إلى إسرائيل مغلقة، والشاحنات بحاجة إلى تصاريح خاصة لنقل البضائع و ذلك أدى لارتفاع أسعار النقل.
غرفة تجارة الخليل كان عليها أن تجد أسواقا جديدة لتوزيع المنتجات و الحل كان باستخدام شبكة الانترنت.
ويقول محي السيد أحمد مقرر العلاقات العامة في الغرفة التجارية "التسويق أصبح صعبا خاصة مع قلة القادمين إلى الخليل ولذلك قمنا بإفتتاح صفحة خاصة على شبكة الانترنت واسمها مخزن الخليل. ويوجد ألبوم صور كامل لمنتجات الخليل مثل الزجاج والخزف والاحذية والمنتجات الزراعية وفعلا وصلتنا طلبات من ألمانيا و بريطانيا و فرنسا و ماليزيا، نحن نسوق الان على شبكة الانترنت لكي نساير التقدم التجاري العالمي."
مصنع النتشة استفاد من شبكة الانترنت حيث وصله العديد من الطلبات، ويعلق أمجد النتشة قائلا"وصلتنا طلبات كبيرة من اوروبا وهذا زاد من التصدير بشكل كبير وتحسن إنتاج المصنع والاوروبيون يحبون الخزف والزجاج الخليلي ونحن أيضا أنشأنا صفحة خاصة لنا على الانترنت فإن لم يصل الزبائن لنا بسبب الحواجز فنحن نذهب لهم."
صناعة الخزف و الزجاج مازالت من الصناعات التراثية المهمة في فلسطين ولكن اذا ما نجح التسويق عبر الانترنت وتم استخدام أساليب التسويق الحديثة فإن هذه الصناعة بلا شك ستساعد الانتاج القومي الفلسطيني. ومحافظة الخليل وحدها تنتج ثلث الانتاج القومي الفلسطيني فهي مدينة تهتم بالصناعة حتى إن كانت تراثية كالخزف والزجاج .
مع تحياتي لكم
أســد فلسـطينـ