بعد عامين على حرب غزة ..
شمال غزة ذكريات مؤلمة وحكايات مجازر
السابع والعشرين من ديسمبر لعام 2008، يوم تعجز الذاكرة الفلسطينية عن نسيانه أبد الدهر، فقد مضى على الحرب الصهيونية على قطاع غزة عام كامل, ولازالت حكايات الموت التي تقشعر لها الأبدان ومشاهد الدمار والخراب للمنازل والمساجد المدمرة شاهدة على بشاعة المجازر الصهيونية التي ارتكبت خلال الحرب.
وتستمر ذاكرة الفلسطينيين في شمال القطاع باسترجاع مأساة الحرب التي طالت نيرانها أسراً بكاملها والتي كان من بينها عائلة بعلوشة وعائلة ريان وعائلة ديب وعوائل أخرى مزقت قذائف الطائرات أجساد أطفالها الأبرياء في مشاهد مروعة نزفت فيها القلوب دماً على فراق الأحبة وبما خلفته أثار الحرب.
وفي أقوى صور الهمجية الصهيونية التي خلفتها الحرب بحق أهالي شمال قطاع غزة كان استهداف مسجد الشهيد الدكتور إبراهيم المقادمة وبداخله المصلون يؤدون صلاة المغرب, واستهداف مئات العائلات في ساحة مدرسة الفاخورة لتتناثر أشلاؤهم على الجدران والشوارع, وكذلك استهداف منزل الشيخ المجاهد الدكتور نزار ريان وبداخله 16 شخص ما بين طفل وامرأة ليرتقوا جميعا شهداء.
وقد خلفت الحرب الصهيونية الأخيرة في شمال غزة 450 شهيداً وآلاف الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ وإصابات في حالات إعاقة دائمة.
عائلة ديب.. ذكرى مريرة بفقدان الأحبة
الحاجة أم محمد ديب ( 42عاماً )التي فقدت زوجها و3من أبنائها خلال مجزرة مدرسة الفاخورة, وكذلك بترت ساقا ابنها, أخذت ذكرياتها تعود إلى ما قبل عام وعلامات الحزن تبدو جلية على وجهها فتقول:" كل يوم هو جرح جديد لي, فعند مشاهدتي لصور زوجي وأبنائي الشهداء، أو رؤية ابني الجريح زياد الذي لم يتجاوز من العمر 27 عاما، وقد أصبح معاقاً، يتجدد الحزن, فمشهد القصف ورؤية دماء زوجي و أبنائي تملأ المكان".
و تكمل حديثها قائلةً:"عندما تعود بي الذاكرة إلى ذلك اليوم اشعر بنار في قلبي تحرقني وتحرق معها كل الذكريات الجميلة التي عشتها مع زوجي وأبنائي, لقد عشت عاما حزينا واليوم يتجدد هذا الحزن بشدة ففي مثل هذه الأيام افتقدناهم وسالت دمائهم فحسبنا الله ونعم الوكيل..".
وتعود ذاكرة بكر معين ديب 20 عاماً الذي فقد خمسة من أفراد أسرته ليروي حكاية مجزرة الفاخورة قائلاً:" لقد كانت عائلتي جالسة في ساحة المنزل وأثناء خروجي من المنزل سمعت صوت قصف صهيوني فعودت بسرعة باتجاه منزلنا فوجدت أبي وأمي وأخوتي مضرجين بالدماء وأختي قد تناثر جسدها على الجدران فخرجت إلى الشارع باتجاه مدرسة الفاخورة فرأيت جثثا المواطنين ممزقة في محيط المدرسة ورأيت جثثا محروقة ومتفحمة لأطفال بجوار مدرسة الفاخورة
وأضاف بكر قائلا:" هذه ذكريات مؤلمة جدا لنا فلقد فقدت احد عشر من أفراد عائلتي خلال هذه المجزرة، وذاكرتي لا تقوى على نسيانها، وتفاصيل الحرب سأرويها لكل من لا يعرف قصتنا لكي تبقى شاهدة على جريمة هذا الاحتلال.
عائلة بعلوشة.. دموع وأحزان على أطفال أبرياء
كثيرة هي الذكريات المؤلمة التي تمر على عائلة المواطن أنور بعلوشة (38 عاما), حيث منزلها الذي هدم فوق رؤوس بناتها مع بداية الحرب الصهيونية عندما قصفت الطائرات مسجد عماد عقل في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، حيث تتهاوي منزل العائلة القريب من المسجد على من فيه، فاستشهدت( تحرير وإكرام وسمر ودينا وجواهر) تاركين خلفهن أحزان لا تستطيع الأفراح محوها من الذاكرة.
وبصوت يعتريه الحزن والأسى يقول بعلوشة:" نحن لا نعيش على ذكريات الحرب بل نعيش آلامها وأحزانها كما هي منذ أن بدأت, فلا يمر علينا يوم إلا وأتذكر بناتي الخمسة اللواتي ذهبن في غمضة عين بسبب هذا الإجرام والحقد الصهيوني".
يتوقف بعلوشة قليلاً، محاولاً إخفاء دموع عينه قائلاً:" لقد اشتقت إلى بناتي فصوتهن ا لا يفارق سمعي منذ استشهادهن, لقد كانت أيامنا سعيدة ومستورة وبناتي يحلمن كباقي الأطفال ولم يعرفن انه سيأتي اليوم الذي تطالهن فيه يد الغدر الصهيوني التي طالت البشر والشجر والحجر".
وتجلس أم محمد بعلوشة وهي تنظر إلى صور بناتها الخمسة وصوت آهاتها يعلو لذكرى أليمة تجدد فيها حزنها على فلذات كبدها, لتقول:" لا تحرموني من بناتي لقد اشتقت إليهن فصورهن لا تفارق عيني منذ استشهادهن, فتاتي ذكرى الحرب لتحرق قلبي على بناتي مرة أخرى كما حرقته وقت استشهادهن".
وتصارع دمعاتها التي تساقطت على صور بناتها قائلةً:" متى سيتحرك العالم لمحاكمة هؤلاء المجرمين الصهاينة الذين قتلوا بناتي واحرقوا قلبي عليهن, فما زلت أتذكر كيف كانت تحرير تساعد أخواتها وتساعدني في البيت, لقد كانت أياما جميلة حرقها الصهاينة بلحظات ودون أي عقاب حسبي الله ونعم الوكيل".
أما شقيقة الشهيدات الخمسة الطفلة سماح بعلوشة ( 11عاماً ) لم تتوقف عبراتها عن الهطول عندما تحدثت عن أجمل الذكريات التي عاشتها مع شقيقتها, قائلةً" كل ما أتذكره أنني اشتقت إليهن جميعا وأنهن ذهبن إلى الجنة إنني أتمنى أن التحق بهن".
مجزرة مسجد يروي رواده حكايته
لم تكن المساجد والمآذن خلال الحرب الصهيونية الأخيرة في مأمن من بطش طائرات الاحتلال الصهيوني فمنذ اليوم الأول بدأت دولة الاحتلال باستهداف المساجد بشكل مباشر لتطال نيران حقدها بعد أيام من الحرب مسجد الشهيد الدكتور إبراهيم المقادمة وبداخله المصلون يؤدون صلاة المغرب لترتكب مجزرة حقيقية بحق المصلين في ذلك المسجد, وعن هذه المجزرة يقول أبو محمد السيلاوي الذي فقد فيها خمسة من أفراد عائلته :" في ذلك الوقت كنا نصلي المغرب والعشاء جمعا بسبب ظروف الحرب وأثناء موعظة كان يلقيها أحد المشايخ كانت طائرات الاحتلال تطلق حمم صواريخها على المصلين بداخل المسجد لتقتل ستة عشر مصليا تناثرت أشلاؤهم على الجدران وسالت دماؤهم على أبواب المسجد.
ويضيف أبو محمد بصوت يعتريه الحزن والأسى:" هذه الذكرى تفتح لنا الجرح من جديد وبيت عزاء جديد فهي تذكرنا بهؤلاء الشهداء الذين ما نسيناهم منذ رحيلهم قبل عام, ففي هذه الأيام لم يبق لنا سوى أن ندعو الله أن يرحمهم".
أما رامز أبو ناجي من رواد المسجد يقول:" هذه الجريمة لم تنته أحداثها بعد فهناك العديد من المصابين مازالوا يعانون من إعاقات دائمة نتيجة الأسلحة المحرمة دوليا التي استخدمها الاحتلال في حربه البشعة وتسببت بإعاقات تلازمهم طوال حياتهم.
وأضاف:" لقد أدينا الصلاة داخل المسجد خلال الحرب لنقول للاحتلال أن مساجدنا باقية ومآذننا شامخة ولن تسقط بإذن الله, وان المجازر لن ترهب شعبنا وسنبني مساجدنا من جديد لتخرج حفظة القران الكريم".
لؤي صبح .. ذكريات حرب أفقدته بصره
الطفل لؤي صبح (11عاماً) كان ضحية جديدة للحرب لم ترحم طفولته البريئة رغم صغر سنه, فهذه الحرب التي مضى على فصولها عام واحد لم تكتف أن تفقده بصره بل أفقدته ثلاثة من أفراد أسرته في جريمة بشعة اخذ هو يرويها بعد صمت طويل ومحاولة الخروج من المنزل هاربا من كابوس تلك الجريمة التي لا يريد أن يتذكرها ولكن بعد أقنعناه بضرورة حديثه قال:" عندما بدأت الحرب أجبرتنا قوات الاحتلال مغادرة المنزل, فخوفا من القصف المستمر غادرت عائلتنا المنزل وذهبنا إلى مدارس الوكالة وبقينا في مدارس الوكالة مدة وعندما أعلن الاحتلال عن تهدئة لساعتين خرجنا لجلب بعض الأغراض من منزلنا وعندما وصلنا إلى المنزل وأثناء عملنا راية ببيضاء لتحمينا قصفنا اليهود بإطلاق بقذيفة فسفورية بعد أن اعتقدنا أن الراية ستحمينا فاستشهد أبن عمي الذي مزقت الشظايا جسده وأنا قد أصبت بشظايا في عيني أفقدني بصري".
وبحرقة في صوته أخذ الطفل لؤي يقول:" أنا طفل فلسطيني لا أملك صواريخ لكن الصهاينة حرموني من النظر ومن ابن عمي ومن كل شيء, ما ذنبي أن افقد بصري وان العب كباقي أطفال العالم وان أسير مع أصدقائي في الطرقات نلهو ونلعب معا, فانا محروم من اللعب بسبب حرب الصهاينة, فمتى يتحرك العالم لمحاكمة هؤلاء المجرمين.
أما والدة الطفل لؤي صبح أخذت تنظر إلى ابنها ودموعها تسيل بمرارة على وجهها وتقول:" عام على الحرب وما زال الصهاينة طلقاء أين العدالة في هذا العالم , هذا طفل صغير لماذا يحرم من بصره, ماذا فعل ابني لإسرائيل لكي يحرموه من بصره وأحلامه وطفولته حسبنا الله ونعم الوكيل".
عائلة أبو حليمة .. يتجدد حزنها على محرقة أبنائها
لم يبق الاحتلال أسلوبا في الإجرام إلا وقد استخدمه مع عائلة أبو حليمة في منطقة العطاطرة التي نفذت بحقها أبشع المجازر والجرائم إبان الحرب الصهيونية الأخيرة على القطاع, تلك المجزرة يروي حكايتها إسلام أبو حليمة "22 عاماً" أحد النجاة من المجزرة المروعة قائلاً:" لقد كانت عائلي جالسة في المنزل فخرجت من المنزل وفجأة سمعت صوت انفجار, فعدت إلى المنزل لأرى جثثا مشتعلة ومحروقة لأبي وأخوتي وزوجة أخي على عتبة المنزل وكانت جثة أبي تزيد اشتعالا كلما حاولنا إطفاءها لاستخدام الاحتلال قذائف الفسفور الأبيض المحرمة دوليا".
ويضيف أبو حليمة:" خرجت من المنزل ببعض المصابين من عائلتي على عربة جرار وأثناء الطريق أوقفنا الجيش الإسرائيلي أمام مدرسة فرفعنا أيدينا فقام الاحتلال بإعدام سائق العربة بإطلاق النار على رأسه وإعدام ابن عمي ومن ثم أطلق النار علينا فخرجنا من ذلك المكان وبعد خروجنا رأينا الاحتلال يطلق النار على الجثث التي تركناها في جريمة فوق جريمتهم التي ارتكبوها بقذائف الفسفور".
إسلام في ذكرى استشهاد ستة من أفراد أسرته بمجزرة مروعة يقول:" لا تتركوا مجرمي الحرب الصهاينة طلقاء, هناك تقرير دولي اسمه "غولدستون" يدين الاحتلال فلماذا لا يتحرك العالم لمحاكمة المجرمين الصهاينة, لقد نفذت إسرائيل بحق عائلتي جريمة بشعة لا يتصورها العقل البشري , هؤلاء المجرمون يجب أن يحاكموا وان يذوقوا نفس الكأس الذي تجرعناه.
الشهيد نزار ريان.. حياة جهاد تتوج بالشهادة
عرفته غزة في ميادين الجهاد والعلم فهو الذي ملأ أروقة الجامعة الإسلامية بغزة علمًا بقسم الحديث في كلية أصول الدين، وليس غريبا أن تراه العيون في ساحة المعركة مجاهدًا بين صفوف المجاهدين يدافع عن الأرض والعرض.
الشيخ الدكتور نزار عبد القادر محمد ريان- العسقلاني - القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لم يكن استشهاده يوماً عادياً للشعب الفلسطيني الذي عرف الشيخ بعطائه اللا محدود للفقراء الذين جاءوه من كل مكان, وبعلمه الواسع الذي أنار الله تعالى به طريق وقلوب المجاهدين على أرض فلسطين لمحاربة أعداء الله اليهود .
في حرب الفرقان كان الشيخ نزار ريان على موعد مع الشهادة ففي يوم السادس من الحرب وفي اليوم من عام 2009م، استهدفت الطائرات الصهيونية منزله المكون من عدة طوابق بحي الخلفاء وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة ليتحول المكان بالكامل إلى ساحة من الدمار فيما تناثرت أشلاء الأطفال على الجدران وانتزع بعضها من تحت الركام وقد استشهد الشيخ وهو يحتضن أفراد أسرته حين نالت الصواريخ من أجسادهم، في مجزرة مُروِّعة، اختلطت فيها الأنقاض بالدماء والأشلاء.
وقد رحل الشيخ المجاهد نزار ريان مع زوجاته الأربعة هيام تمراز، نوال الكحلوت، إيمان كساب، شيرين عدوان، بالإضافة إلى عشرة من فلذات أكباده، هم غسان، عبد القادر، آية، مريم، زينب، عبد الرحمن، عائشة، حليمة، أسامة بن زيد, جميعهم رحلوا وبقي الركام والدمار.
أبرز مجازر التي نفذت في الشمال
والجدير ذكره أن الحرب الصهيونية خلفت العديد من المجازر بحق العائلات الفلسطينية ومنها مجزرة أطفال عائلة بعلوشة التي وقعت مساء يوم الاثنين 29 / 12 /2008م, حيث استهدف منزل العائلة بصاروخ f16 خلال قصف مسجد الشهيد عماد عقل وارتقى خلالها خمسة شهداء من الأطفال وهم: تحرير 18عاما وإكرام 16 عاما و سمر 13عاما و دينا8 سنوات وجواهر4سنوات.
وقد وقعت مجزرة اغتيال الدكتور نزار ريان عصر يوم الخميس 1/1/ 2009م, حيث ارتقى خلالها الدكتور وستة عشر من أفراد عائلته وزوجاته .
وكما وقعت مجزرة مسجد الشهيد إبراهيم المقادمة يوم الأحد 4/1/2009م, حيث أطلقت الطائرات الحربية صاروخين على الأقل تجاه المصلين وراح ضحيتها ما يزيد عن 15 شهيد و40 جريح بعضهم جراحهم خطيرة وقد وقعت أضرار كبيرة في المسجد والبيوت المجاورة .
ووقعت مجزرة مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين يوم الثلاثاء 6/1/2009م, وقد تم انتشال 43 جثة حيث كانت هذه المدرسة مليئة بعشرات المواطنين الذين هربوا من قصف الطائرات والدبابات الصهيونية لمنازلهم في منطقة العطاطرة.
في شمال القطاع يؤكد الأهالي أن ذكرى الحرب الصهيونية لا يمكن أن تنسى, فمشهدها الدامية لصور الشهداء والجرحى وهم يموتون ويأنون على الأرض، والأطفال يصرخون لا مغيث، هل ستكفي من أجل إيقاظ العالم من
عامان على حرب غزة.. موات عربي وتواطؤ غربي
محمد جمال عرفة
أب يشرح أمام الكاميرا كيف استشهد أبناءه الأربعةمضى عام على المحرقة الصهيونية التي جرت في 27 ديسمبر الماضي 2008 واستمرت 23 يوما ضد قطاع غزة، وراح ضحيتها أكثـر من 1450 شهيد و5500 جريح، ودمرت 5000 منزل و45 مسجد بالكامل، بخلاف البنية التحتية لغزة ومقار الحكومة والشرطة والمؤسسات الخيرية. مضى عام جرت فيه مياه كثيرة تستحق جردة حساب من جانب كل الأطراف: من استفاد وعظم مكاسبه؟ ومن خسر وفشل في تحويل الكارثة إلى انتصار؟ من كشفت الأيام أنه وقف مع أهل غزة؟ ومن وقف ضدهم؟، وما هي أبرز الدروس أو النتائج التي خرجنا بها من هذه المحرقة؟.
صعود التضامن المدني عالميا
نبدأ من القوافل الشعبية الدولية التي تتوجه صوب غزة مثل قوافل شريان الحياة 1و2و3 التي نظمها عضو البرلمان البريطاني جورج جالاوي، وقوافل "مسيرة غزة" و"أميال من الابتسامات" وغيرها العشرات، لنؤكد أن أبرز دروس المحرقة -برغم التعتيم الإعلامي الصهيوني والتخاذل الرسمي العربي وتضييع فرصة محاسبة المجرمين الصهاينة– هي صعود المجتمع المدني العالمي وقيادته حركة الضغط على الدولة العبرية والعالم ككل لإنقاذ غزة.
فعلى حين استمرت حالة الجمود الرسمية العربية بل وتصاعدت الضغوط والحصار على غزة من جانب الأطراف العربية، وآخرها بناء الجدار الفولاذي المصري، وتقاعست الحكومات العربية عن القيام بأي مبادرات لرفع الحصار أو تبني خطط حقيقية لمحاكمة الصهاينة، ظهر نشاط كبير على الجانب العالمي والغربي لإنقاذ غزة في صورة قوافل إغاثة ومبادرات لمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة أمام المحاكم الأجنبية.
بعبارة أخرى كان أبرز درس من دروس عام الحصار الأول بعد الحرب هو هذا الصعود المذهل في التضامن الشعبي الغربي مع أهل غزة وتنظيم عشرات القوافل التي يقودها نشاطون أمريكيون وأوروبيون وأتراك وأجانب من أصل عربي، مقابل تشديد النظام الرسمي العربي حصاره على غزة بدعاوى الحفاظ على السلطة الفلسطينية بزعامة الرئيس عباس!.
هذا الصعود في دور المجتمع المدني العالمي مقابل موت الحكومات العربية أو شهادة الوفاة التي كتبها النظام الرسمي العربي لنفسه في هذه الأزمة "المحرقة" لم يكن قاصرا على الإغاثة والسعي لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة، برغم وجود قرار (ديكوري) للجامعة العربية بكسر الحصار، وإنما امتد دور هذا المجتمع العالمي إلى السعي لمحاكمة المجرمين الصهاينة عبر محامين أجانب تطوع المجتمع المدني العربي والأوروبي لتوكيلهم بالتعاون مع أنصار حماس!.
ومقابل هذا يمكن ملء مجلدات عن سلبيات عربية لا حصر لها، سواء فيما يخص الصراعات التي جرت بين فتح وحماس والتي كشفت صعوبة المصالحة لأن ثوابت كل طرف باتت متعارضة تماما مع الأخر، أو فيما يخص فشل النظام الإقليمي العربي الذي يقوم أمنه الأساسي وشرعيته على القضية الفلسطينية، أو فيما يخص ازدواجية المعايير الغربية والإصرار على حماية إسرائيل مقابل عجز أو عدم رغبة الحكومات العربية الاستفادة مما في يدها من أدلة عن جرائم الحرب في محاكمة القتلة والمجرمين الصهاينة.
أفول محور الاعتدال!
أحد الدروس الأخرى أو نتائج العام الأول من محرقة غزة هو احتراق ما سمي "محور الاعتدال العربي" الذي ضم مصر والسعودية والأردن والإمارات والسلطة الفلسطينية.. ذلك المحور الذي ظهر على يد وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة في عهد بوش (كوندوليزا رايس) في عام 2008 لمواجهة ما يسمى (محور الممانعة) الذي تقوده سوريا وإيران، ومعها قوى المقاومة في لبنان وفلسطين.
فمحرقة غزة جاءت بمباركة عربية أو على الأقل صمت من قبل دول محور الاعتدال في وقت كان التصور الرائج هو أن هذا العدوان الصهيوني سوف ينهي حكم حماس في غزة ويعيدها لأحضان السلطة الفلسطينية بعدما جرت تجربة كل السبل مع حماس لإسقاطها منذ فوزها في الانتخابات قبل ثلاث سنوات.
وقد ساهم في أفول نجم هذا المحور أمران:
الأول: انتهاء عهد صقور المحافظين الجمهوريين بانتهاء ولاية الرئيس الأمريكي السابق بوش بعد محرقة غزة مباشرة، ومن ثم توقف الدعم –أو التحريض– الأمريكي لدول "الاعتدال" التي خسرت شعبيا واضطرت للتعامل مع الواقع الجديد الذي أفرزته حرب غزة بخروج حكم حماس قويا وانتصار المقاومة عموما في فلسطين ولبنان ومن خلفهما سوريا.
ومع تغير الإستراتيجيات الأمريكية، فتغيرت الإستراتيجيات فيما يخص علاقة محوري الاعتدال والممانعة، ونتج عن ذلك حل المشاكل العالقة في لبنان وبين سوريا والغرب، وانتهى الأمر عمليا بتفكيك محور الاعتدال العربي (الأمريكي النشأة).
الثاني: ردود أفعال دول محور الاعتدال تحديدا خلال العدوان كانت تحمل حماس المسئولية عن هذه المجزرة لا إسرائيل بدعوى أنها رفضت تجديد الهدنة مع إسرائيل، وهو ما خلف حالة احتقان وغضب شعبي كبيرة على الحكومات داخل أوساط المجتمع المدني العربي والدولي؛ مما شكل ضغطا كبيرا على محور الاعتدال العربي للتراجع.
المقاومة تكسب.. وعباس يخسر
أيضا من نتائج محرقة غزة على الساحة الفلسطينية نفسها أن نتائج الحرب وما تبعها فضح السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس عباس الذي اضطر في نهاية المطاف –خصوصا بعد تخلي أمريكا والغرب عنه– لإعلان تنحيه وعدم ترشيح نفسه لولاية جديدة، وهو الذي كان يراهن خلال المحرقة الصهيونية على عودة غزة لحكمه.
كما أن فضيحة تأجيل تقرير جولدستون قضت على ما تبقى من مصداقية الرئيس الفلسطيني عباس لدى الشارع الفلسطيني، وأظهرته كمن يحمي ظهور المجرمين الصهاينة بعدما أظهر موقفا ضعيفا خلال المحرقة، ولم يشفع له معاودة طلب مناقشة التقرير لأن التقرير الذي صدر أخيرا جاء ناقصا وجرى تعديله بضغوط أمريكية.
وعلى الجانب الأخر باتت حماس أكثر شعبية وسيطرة على غزة بعد عام من العدوان، إذ إن الحملة الإسرائيلية على غزة لم تزعزع قوتها أو تمنع صواريخها، بل وفرت لها الأسباب الملائمة لإحكام قبضتها على القطاع شعبيا وعسكريا، وهو ما ظهر في أمرين: الأول تزايد المنضمين لألويتها المسلحة وأعداد الاستشهاديين، والثاني سعيها لضرب القوى الإسلامية (الجهادية الموالية لفكر القاعدة) المناوئة لها في غزة والسيطرة عليها مثل "جيش الإسلام" أو "جلجنت".
ولكن مقابل هذا هناك تداعيات سلبية لحماس خلال عام المحرقة الأول، أبرزها تصاعد دورها في "الحكم" على حساب دورها الأساسي في "المقاومة"، ما انعكس على أخطاء في إدارة الملف السياسي مثل التزامها –كحكومة- بمنع إطلاق باقي فصائل المقاومة الصواريخ على إسرائيل، الأمر الذي أثار استياء العديد من هذه المنظمات المقاومة، ومثل قمعها لحركات إسلامية "قاعدية" بالقوة وقتل وإصابة واعتقال العشرات من المقاومين أصحاب الفكر القاعدي.
جرائم الحرب.. تهاون عربي وتواطؤ غربي
بعد المحرقة الصهيونية في غزة تساءل كثيرون وهم يعضون على أصابعهم غضبا: متى يحاكم هؤلاء المجرمين الصهاينة سواء كانوا السياسيين الذين أصدروا قرارات العدوان أو الطيارين الذين ألقوا القذائف المحرمة دوليا على النساء والأطفال؟!.
ومع هذا فقد فشلت كل محاولات محاكمة الصهاينة خلال العام الأول للمحرقة وحمايتهم من قبل أمريكا وحكومات أوروبا، فعندما سنحت فرص لمحاكمة هؤلاء -عبر تقرير جولدستون الشهير أو عبر المحكمة الجنائية الدولية أو عبر المحاكم الأوروبية مثل قرار قاضي محكمة "وستمنشستر" بالقبض على وزير الخارجية السابقة (تسيبي ليفني) في لندن- ظهرت لعبة ازدواجية العدالة والنفاق الغربي لإسرائيل، حيث ظل مدعى عام المحكمة الجنائية الدولية (لويس أوكامبو) يرفض كل الطلبات التي قدمت له من منظمات حقوقية عربية لمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة بحجة أن أسرائيل لم توقع الاتفاقية، وعندما تقدمت السلطة الفلسطينية بطلب رسمي لتبطل حجته، ألمح لأنه لا توجد دولة فلسطينية معترف بها ولا يزال يعد بدراسة الأمر، برغم إصراره على محاكمة الرئيس السوداني عمر البشير الذي لم توقع دولته أيضا على الاتفاق.
وعندما ظهر أن هناك أدلة قانونية قوية تسمح بمحاكمة القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين أمام المحاكم المحلية العربية أو الدولية أو الأمريكية والأوروبية، حدث نوع من التهاون والتكاسل الرسمي العربي والتواطؤ الأوروبي مع المجرمين الصهاينة وجرى تهريبهم كما جرى في لندن عدة مرات مع ليفني مؤخرا ومن قبلها قائد الجبهة الجنوبية الأسبق في الجيش "الإسرائيلي" الجنرال دورون ألموغ وإيهود باراك وموشيه يعلون!.
الجهات الوحيدة التي تحركت كانت شعبية ومن أوساط المجتمع المدني العربي والأجنبي ممن جمعوا –سواء في اتحاد الأطباء العرب أو منظمات حقوقية عربية وأجنبية– أدلة على جرائم الحرب واستخدام الفوسفور الحارق والأسلحة المحرمة دوليا، وسلموها للجامعة العربية والمحكمة الجنائية الدولية، لكن انتهى الأمر بها حبيسة في الأدراج.
الإعمار.. الإنسانية ضاعت!
إعمار غزة.. درس آخر من دروس المحرقة المؤلمة، فبعد 12 شهرا من التدمير والتخريب على نطاق واسع لكل شيء في غزة لا تزال غزة محاصرة وممنوع دخول مواد البناء لها.. وكل وعود العرب والعالم بإعمار غزة ذهبت أدراج الرياح، ولا زالت الأسر الفلسطينية التي تفترش الأرض وتلتحف بالسماء تنتظر تحقيق حلم الإعمار الذي نسجته بعض الدول العربية لأهل غزة.. والتعهدات الدولية بتقديم مساعدات قيمتها خمسة مليارات دولار لإعادة الإعمار قبل عشرة أشهر لا تزال حبرا على ورق.
فالجهات المانحة مثل الـ"UNDP" و"الأونروا" وعدت الفلسطينيين منذ عام مضى بتحسين أوضاعهم، لكنها لم تتحرك حتى الآن, ولا أحد تحرك لإعمار ما خربته يد الغدر الصهيونية، والعقاب الجماعي مستمر وقوانين وقرارات الشرعية الدولية تحت أقدام المحتل الصهيوني!
وحتى توصيات الجامعة العربية بخرق الحصار على غزة خرجت ولم تعد، بل وتشارك العديد من الحكومات العربية بالصمت أو بالفعل في تشديد الحصار على غزة سواء عبر منع وصول المساعدات والأموال لها بدعاوى أن هذه الأموال ستذهب للسلطة الفلسطينية لا حماس، أو بتشديد الحصار فعليا من خلال استمرار غلق معبر رفح وغلق الأنفاق وبناء جدار فولاذي تحت الأرض يقضي على أجهزة التنفس الباقية لغزة!.
وقد أصدرت 16 جماعة حقوقية أجنبية تقريرا في ديسمبر الجاري تؤكد فيه على أن المجتمع الدولي كله خذل سكان قطاع غزة بفشله في إنهاء حصار إسرائيل المفروض على القطاع منذ أكثر من 3 سنوات، وقال التقرير إن "جميع الدول ملزمة بموجب القانون الدولي بالتدخل لوضع حد للحصار القاسي، لكن حتى الآن أخفق الزعماء في الوفاء بهذا الإجراء الأساسي الذي يعتبر من مظاهر إنسانيتهم ذاتها"!
المغزى الذي قصدته هذه المنظمات الأجنبية هو أن محرقة غزة فضحت ضياع الإنسانية في عالم اليوم.. فلم يكتف العالم بالصمت والتواطؤ على جرائم المحرقة وإنما يرفض تضميد جراح أهل غزة النازفة.. يرفض تضميد جراح "الإنسانية" لأجل خاطر النفوذ الصهيوني!.
3 أطنان قنابل من الجو لكل كيلومتر من غزة
أحمد البهنسي
قنابل الفسفور من بين الألف طن التي ألقيت على قطاع غزة2777 كيلوجراما أو حوالي 3 أطنان من المتفجرات تلقاها كل كيلومتر مربع من أراضي قطاع غزة من الطائرات الحربية الإسرائيلية فقط، في الأسابيع الثلاثة التي مضت من العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.. هذا ما كشفت عنه القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، في حصادها عن الفترة المنصرمة من الحرب التي دخلت اليوم السبت يومها الثاني والعشرين. وقال المراسل العسكري للقناة في تقرير بثته أمس الجمعة إن القوات المسلحة الإسرائيلية استخدمت في حربها العدوانية على قطاع غزة أكثر من نصف عدد قواتها الجوية الأكبر والأحدث في الشرق الأوسط، والتي يزيد قوامها عن 446 طائرة حربية، ونحو 135 طائرة مروحية.
وقال المراسل أيضا إن سلاح الجو نفذ ما لا يقل عن ٢٥٠٠ غارة على مختلف مناطق قطاع غزة، خلال الأسابيع الثلاثة المنصرمة.
طالع أيضا:
إسرائيل تدمر تل الهوا وتتراجع
دليلك لمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة
أحشاء أطفال غزة.. مخزن لرصاص إسرائيل المسموم
دروس المحرقة.. تشرحها مدارس الأونروا
وأوضح المراسل العسكري للقناة الإسرائيلية أن الطائرات الحربية وحدها ألقت على غزة مليون كيلوجرام من المتفجرات، أي حوالي ألف طن، ولا يدخل في ذلك آلاف أخرى لم يتم رصدها بعد من قذائف المدفعية البرية والدبابات، بجانب صواريخ ومدفعية زوارق ومدمرات السلاح البحري الإسرائيلي المرابطة أمام سواحل قطاع غزة، خصوصا منطقة الميناء.
ويعني ذلك أن نصيب كل كيلومتر مربع من مساحة قطاع غزة البالغة نحو 360 كيلومترا مربعا، كان حوالي 2777 كيلوجراما، أو نحو 3 أطنان من المتفجرات ألقيت فقط من الجو على القطاع خلال أسابيع الحرب الثلاثة.
أسلحة جديدة
وقد استخدمت إسرائيل أيضا في عدوانها على قطاع غزة أسلحة جديدة اشترتها خصيصا من أجل العمليات التي يجري الإعداد لها منذ أكثر من ستة أشهر، وكان اللافت أن تلك الأسلحة لم تكن مشتراة من الولايات المتحدة بل من بريطانيا.
وكشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن أن شركة "يو. آي. إل"، ومقرها مدينة شيفيلد بمقاطعة ستافورد شاير البريطانية، والتي تعد واحدة من أبرز صانعي محركات الطائرات من دون طيار في العالم، باعت إسرائيل محركات لنوعيات معينة من الطائرات من دون طيار من طراز (البيت هيرميز- 450)، واستخدمتها في مهام الاستطلاع وتوجيه هجمات مقاتلات "إف - 16" خلال الغارات على قطاع غزة.
وتملك شركة الأسلحة الإسرائيلية "سيلفر أرو" المتخصصة في صناعة هذا النوع من الطائرات، حصة في هذه الشركة البريطانية.
وكشفت الصحيفة أن منتقدي تصدير أسلحة بريطانية إلى إسرائيل، ومن بينهم أكثر من 100 نائب في مجلس العموم البريطاني (الغرفة الثانية في البرلمان البريطاني)، يطالبون بفرض حظر على جميع صادرات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل، لكي لا تستخدمها الأخيرة في الحرب على غزة.
رغم دماء الغزاويين.. إسرائيل تحصي خسائرها
أحمد البهنسي
أبحاث إسرائيلية تحذر من التأثير الكبير لخسائر الميدان على الروح المعنوية"ما يقرب من 2.5 مليار دولار خسائر اقتصادية".. "دعاوى قضائية لملاحقة القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين".. "الحالة النفسية للمواطن الإسرائيلي في الجنوب في الحضيض".. "تشويه صورة إسرائيل على مستوى عالمي"..
هذه العبارات تلخص بعضا من جوانب الصورة الراهنة في إسرائيل، والتي تعكس ملامح من خسائر إسرائيل الإستراتيجية من جراء عدوانها "المجنون" على قطاع غزة، وهي الخسائر التي بدأت وسائل إعلام إسرائيلية في رصدها.
وتجمع وسائل الإعلام على أنه رغم أحاديث "النصر" التي يسهب قادة إسرائيل في تناولها، فإن الخسائر الإسرائيلية امتدت لأكثر من مجال، ولم تقتصر على استمرار المقاومة في إطلاق الصواريخ على المدن والبلدات الإسرائيلية، وتمكنها من قصف مدن إسرائيلية لم تكن في السابق تتأثر بالضربات الصاروخية للمقاومة، مثل بئر السبع وعسقلان وأسدود، ووضع ما يقرب من مليون إسرائيلي تحت مرمى الصواريخ الفلسطينية.
طالع أيضا:
إسرائيل تتجه لوقف الحرب من جانب واحد
جنود إسرائيليون: حماس لم تخضع ولم تضعف
دليلك لمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة</SPAN>
صامدون هنا ومذعورن هناك
وأدى ذلك الوضع إلى شل الحركة في الجنوب الإسرائيلي في الشريط المحاذي لقطاع غزة، بعمق وصل إلى 20 كيلومترا، وهو ما يُذكر المراقبين بتأثير إطلاق الصواريخ على الشمال الإسرائيلي خلال حرب صيف 2006 مع حزب الله اللبناني.
ولا توجد إحصائيات دقيقة حول الخسائر البشرية الإسرائيلية خلال أسابيع الحرب على غزة، إلا أنه وبحسب تقديرات المقاومة الفلسطينية، فإن إسرائيل خسرت خلال نصف الشهر الأول من العدوان على غزة 45 قتيلا و120 جريحا.
ولم يعترف الجيش الإسرائيلي إلى الآن إلا بـ13 قتيلا فقط، هم 9 جنود لقوا حتفهم في المعارك في غزة، و3 مستوطنين وجندي قتلوا جراء صواريخ أطلقتها المقاومة على إسرائيل في أيام العدوان الأولى، إضافة إلى إصابة نحو 110 جنود خلال نفس الفترة.
خسائر نفسية
وأشارت الأبحاث الإسرائيلية إلى أن صواريخ المقاومة أدت إلى تأثيرات عميقة على الحالة النفسية لسكان الجنوب الإسرائيلي، خاصة سكان مستوطنة سديروت، الأكثر تضررا من سقوط الصواريخ الفلسطينية.
وقال بحث أجرته جمعية "نتـال" المتخصصة في تقديم المساعدات النفسية لمصابي الصدمة اليهود، جراء تطورات الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني: إن هناك مشكلات نفسية كبيرة لدى سكان سديروت جراء سقوط الصواريخ على المستوطنة.
بينما أشار تقرير لصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية نشرته في عدد أمس الجمعة، إلى أن سكان مناطق ما يسمى بـ"غلاف غزة" الحدودي، "أعربوا عن تذمرهم واستيائهم الشديد" من تمركز الوحدات القتالية (الإسرائيلية) بالقرب من أماكن سكنهم، مما يجعلهم هدفا لصواريخ القسام، ولهجمات المقاومين الفلسطينيين.
وقال يائير برجون رئيس بلدية مدينة عسقلان إن هناك خسائر نفسية ومعنوية كبيرة لدى سكان المدينة التي كانت الأكثر تعرضا للهجوم الصاروخي الفلسطيني بعد سديروت.
خسائر اقتصادية
كما تكبدت إسرائيل خسائر اقتصادية كبيرة، سواء كانت مباشرة بسبب التكلفة المادية للحرب، وسقوط الصواريخ على الأماكن السكنية، واضطرار الدولة إلى توفير الدعم المالي اللازم لإصلاح الأضرار الناتجة عن القصف، أو غير مباشرة، والتي تشمل تكلفة تعطل بعض الأنشطة الاقتصادية في المناطق المعرضة لمدى الصواريخ الفلسطينية، مثل المصانع والمصالح التجارية الموجودة في هذه المناطق.
وتشير التقارير الواردة من مؤسسة التأمين الوطني ومن سلطة الضرائب الإسرائيلية إلى أن الخسائر التي تتكبدها الدولة في الجنوب جراء إطلاق الصواريخ بمئات الملايين من الشواكل الإسرائيلية (الدولار الأمريكي = 3.87 شواكل).
وتزداد الخسائر بصورة طردية مع استمرار أمد الحرب؛ حيث تتسع رقعة المدن والبلدات المعرضة لهجمات الصواريخ الفلسطينية، وزادتها الحكومة الإسرائيلية من مدى 7 كيلومترات إلى مدى 20 كيلومترا، من قطاع غزة.
ووصفت سلطة الضرائب الإسرائيلية، هذا القرار -توسيع مدى المدن والبلدات المعرضة للقصف الفلسطيني- بأنه قرار "مكلف جدا" لخزينة الدولة، إذ تُقدر سلطة الضرائب الإسرائيلية أن المصانع والمصالح التجارية الواقعة في هذا المدى ذات دخل سنوي يصل إلى 50 مليار شيكل (12.93 مليار دولار أمريكي).
وقالت إن التقديرات تشير إلى أن خزينة الدولة سوف تتحمل مئات الملايين من الشواكل كتعويض لهذه المصالح؛ بسبب انخفاض الدخل لديها جراء الحرب في قطاع غزة وازدياد سقوط الصواريخ الفلسطينية على النقب الغربي.
كما تشير التقارير التي نشرت من قبل مؤسسة التأمين الوطني الإسرائيلية إلى أن تكلفة اليوم الواحد لجندي الاحتياط تعادل 450 شيكلا (116.35 دولارا)، ولا تشمل هذه التكلفة المصاريف الأخرى المتعلقة بفترة التجنيد الاحتياطي مثل الغذاء والسكن وغيرها من أوجه الإنفاق؛ فهذا المبلغ (450 شيكلا) هو الذي يدفع للجندي مقابل كل يوم تغيب فيه عن مكان عمله، والذي تلتزم مؤسسة التأمين الوطني بتغطيته.
وتقول مؤسسة التأمين الوطني إن تجنيد 10 آلاف جندي في الاحتياط سيكلف المؤسسة 5ر4 ملايين شيكل يوميا (1.16 مليون دولار) كتعويضات لهم أو لأماكن عملهم؛ بسبب التجنيد.
ويتحدث خبراء الاقتصاد الإسرائيلي عن خسائر مالية قد تصل إلى 10 مليارات شيكل (2.59 مليار دولار)، في حال استمرار الحرب شهرا، 5.5 مليارات شيكل منها (1.42 مليار دولار) تكلفة العمليات العسكرية، بينما الـ4.5 مليارات الأخرى (1.16 مليار دولار) تدفع كتعويضات للمتضررين، ولجنود الاحتياط، ولأماكن عملهم.
وينقسم هذا المبلغ- الـ4.5 مليارات شيكل الأخيرة- إلى مليار شيكل (258 مليون دولار) تكلفة الخسائر المباشرة التي سيتم دفعها للسكان جراء تضرر أماكن سكنهم وممتلكاتهم، بينما سيتم دفع 3.5 مليارات شيكل (900 مليون دولار) كتعويضات جراء فقدان الدخل لدى مئات الآلاف من سكان الجنوب الإسرائيلي.
كما تشير التقديرات الاقتصادية إلى أن التكلفة اليومية للحرب قد تصل إلى 130 مليون شيكل (33.61 مليون دولار)، بما في ذلك تكلفة تجنيد الاحتياط والعتاد العسكري.
وتشير تقديرات الخبراء إلى أن الاقتصاد الإسرائيلي سيتأثر في هذه الحرب بشكل أكبر من تأثره إبان حرب لبنان الثانية في العام 2006؛ بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالعالم هذه الأيام، وارتباط إسرائيل بهذه الأزمة وتأثرها بها، إلى درجة كبيرة.
خسائر دبلوماسية وإعلامية
كما اعتبرت بعض الدوائر الإعلامية والسياسية الإسرائيلية أن أكبر خسارة لحقت بإسرائيل من جراء هذه الحرب، هي تشويه صورتها لدى الرأي العام العالمي نتيجة المذابح التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة، وغالبيتهم من النساء والأطفال.
وكتب آري شافيط في صحيفة "هاآرتس" في عدد الجمعة، مقالا تناول فيه ما أسماه بـ"الحملة الجنونية"، وكتب فيه يقول: "إن قصف مدينة مكتظة بالسكان هو عمل خطير، ويؤدي إلى تآكل الشرعية الدولية لإسرائيل في الخارج".
ويضيف أن الضغط العسكري للجيش الإسرائيلي "ربما يضغط على حركة حماس، ولكنه يهدم إسرائيل نفسها، ويهدم صورتها، ويهدمها على شاشات التلفزيون في كافة أنحاء العالم وفي قاعات المجتمع الدولي، وفي المكان الأهم وهو الولايات المتحدة، خاصة لدى (الرئيس الأمريكي المنتخب باراك) أوباما".
وخلص بالقول إلى أنه "بعد أن يتوقف إطلاق النار في الأيام القليلة القادمة سوف يغرق العالم بصور الدمار والقتل التي تقشعر لها الأبدان، عندها سنكتشف أننا سندفع ثمن مغامرة القوة الغاشمة في الأسبوع الأخير ليس بأمريكا أوباما، وإنما بأرواح أبنائنا وبناتنا أيضا".
كما نشرت الـ"هاآرتس" أيضا تقريرا تناول ما وصفته بـ"الأضرار الجسيمة" التي تعرضت لها إسرائيل جراء عدوانها وجرائمها البشعة في قطاع غزة، وعرض التقرير تحذيرات دبلوماسيين تشير إلى أن "إسرائيل قد تجاوزت كل الحدود"، "الأمر الذي تسبب لها بأضرار جسيمة".
ونقل التقرير عن دبلوماسي أوروبي متواجد حاليا في إسرائيل قوله: "أنا أدرك لماذا بدأت إسرائيل الحملة العسكرية على قطاع غزة، وإن كثيرين من أصدقائه يتفهمون ويدعمون ذلك، لكن إسرائيل بدأت تتجاوز الخطوط الحمراء".
وقال الدبلوماسي الذي لم تذكر الجريدة اسمه إن الرأي العام العالمي مطلع على الصور والمشاهد التي تحصل في قطاع غزة، "والتي لم يصل مثلها إلى البث من كوسوفا وأفغانستان، وهي تكاد لا تذكر في الإعلام الإسرائيلي"، بحسب قوله.
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد طلبت من ممثليها خارج البلاد إرسال التقارير الإعلامية التي تنشر بشأن العدوان على غزة حول العالم، وامتلأت هذه التقارير بالتفاصيل التي دفعت العديد من شعوب العالم إلى الخروج للاحتجاج على ما يجري في القطاع والكثير من الجهات الحقوقية العربية والغربية لإعداد ملف محاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين.
قمة الكويت.. على إسرائيل الدمار وعلينا الإعمار
إسلام أون لاين.نت
القادة العرب في لقطة جماعية خلال القمةالكويت - اختتمت القمة العربية الاقتصادية في الكويت أعمالها اليوم الثلاثاء بإصدار بيان خاص عن قطاع غزة لم يتضمن آليات واضحة لتوزيع وإنفاق مساعدات إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية، ولا تحديد الجهة الفلسطينية التي ستتسلمها في ضوء النزاع القائم بين حركتي فتح وحماس على إدارة القطاع. وخلا البيان أيضا من الإشارة إلى اتفاق موحد بشأن مستقبل وقف إطلاق النار بغزة ورفع الحصار عنها، وهو ما جعله البيان الأضعف في تاريخ القمم العربية، بحسب مراقبين.
استمع إلى:
البيان الختامي للقمة
طالع أيضا:
مصالحات عربية في قمة الكويت
من يتولى إعمار غزة؟.. "معركة سياسية" أخرى
الكويت.. 1.5 مليار دولار لغزة وجدل حول مبادرة السلام
وفي أعقاب البيان الختامي الذي تلاه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وركز على التعاون الاقتصادي، تلا بيانا آخر اسمه (بيان غزة) تضمن الإشادة بـ"مقاومة الشعب الفلسطيني الباسلة" للعدوان الإسرائيلي "الغاشم"، وحمل إسرائيل المسئولية القانونية عن تدمير القطاع، متعهدا في نفس الوقت بالعمل من أجل إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية.
وكانت أجواء من المصالحة العربية سرت في الجلسة الافتتاحية، بدا أنها قد تؤدي إلى توافق الزعماء حول أزمة غزة التي سيطرت على كلماتهم في القمة المخصصة بالأساس للشأن الاقتصادي.
وعقب الجلسة عقد قادة السعودية ومصر وسوريا وقطر اجتماعا توصلوا إلى فيه إلى "تفاهمات" لتعزيز هذه المصالحة، قال عنها الشيخ حمد بن جبر آل ثاني، رئيس الوزراء القطري: إنها "ستنعكس على الوضع العربي والعمل العربي".
غير أن الخلافات العربية عادت لتسود أجواء اليوم الثاني من القمة في اجتماع وزراء الخارجية العرب خلال مناقشتهم لبنود البيان الختامي؛ وهو ما أدى إلى عدم توصلهم لحلول تتعلق نقاط الخلاف بين القادة في شأن غزة.
وتتعلق هذه النقاط بالجهة الفلسطينية التي ستتسلم مساعدات إعادة الإعمار، ومطالبة القاهرة بأن تكون المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار هي الوحيدة التي يتم على أساسها التعامل مع غزة بعد الحرب، ومستقبل المبادرة العربية للسلام التي طالبت قمة الدوحة بتعليقها الأسبوع الماضي؛ ردا على العدوان الإسرائيلي.
بيان غزة
وفي ختام الجلسة الختامية للقمة التي انعقدت بعد ظهر اليوم الثلاثاء، تلا الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، بيانها الختامي الذي ركز على قرارات القمة بشأن التعاون الاقتصادي العربي، أعقبه بإعلان بيان خاص عن غزة صدر بعد مشاورات الزعماء العرب خلال القمة بشأن الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
وجاء في بيان غزة: "تحية إكبار وإجلال للشعب الفلسطيني في مقاومته الباسلة، وندين العدوان الإسرائيلي الهمجي، ونطالب بوقف العدوان والانسحاب فوريا، وتثبيت الهدنة، ورفع الحصار الجائر، وتحميل إسرائيل المسئولية القانونية وملاحقتها قضائيا على ما ارتكبته من جرائم حرب".
وأضاف: "سنقدم كل أشكال الدعم لإعادة إعمار غزة ونرحب بالمساهمات التي تمت في هذا الإطار حتى الآن"، في إشارة إلى إعلان السعودية أنها ستقدم مليار دولار وإعلان الكويت أنها ستقدم نصف المليار لإعادة ما دمرته الحرب.
وتابع البيان: "تم تكليف وزراء الخارجية والأمين العام للجامعة العربية بمتابعة المستجدات، والدفع بجهود المصالحة الفلسطينية، وكذلك جهود المصالحة العربية وفق مبادرة إنهاء الخلافات التي أعلنها العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، خلال الجلسة الافتتاحية للقمة".
وفي الشأن الاقتصادي ركز البيان الختامي لقمة الكويت على زيادة التعاون الاقتصادي خاصة في مجال الطاقة ومشروعات البنية التحتية، ودعم المشروعات الصغيرة لحل أزمة بطالة الشباب، وتعزيز فرص القطاع الخاص في الاستثمار، والتصدي لتأثيرات الأزمة المالية العالمية وتغير المناخ على المنطقة.
حمل حماس المسئولية الأكبر عن الدمار، والحركة اتهمته بالانحياز لإسرائيل
مسئول أوروبي: مللنا من دفع تكلفة إعادة إعمار غزة
وكالات - إسلام أون لاين.نت
ميشيل يقول إن أوروبا قدمت ثلاثة مليارات يورو للفلسطينيين منذ عام 2000غزة - أعرب مفوض المساعدات الإنسانية للاتحاد الأوروبي لوي ميشيل، عن تذمر دول الاتحاد من حجم الدمار الهائل الذي خلفته آلة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، قائلا: "سئمنا من الدفع لبناء نفس المنشآت التي سبق أن دفعنا لنبنيها أكثر من مرة". فخلال تفقده معالم الدمار في مدينة غزة اليوم الإثنين، حمَّل ميشيل حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي وصفها بـ"الإرهابية"، الجانب الأكبر من المسئولية عن اندلاع الحرب الإسرائيلية، التي دامت 22 يوما؛ مما أدى إلى تدمير غزة. بدورها اتهمته حماس بالانحياز التام لإسرائيل، والرغبة في الحصول على منصب أكبر.
وأردف المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية أن الرأي العام في أوروبا "سئم وهو يرانا ندفع مرة تلو المرة لإعادة بناء البنية التحتية التي يعلم أنها ستتعرض في المستقبل للتدمير بشكل ممنهج".
طالع أيضا:
من يتولى إعمار غزة؟.. "معركة سياسية" أخرى
بدعوى منع تهريب السلاح.. "دائرة حصار ثانية" لغزة
قانونيون: إسرائيل ملزمة بكلفة إعادة إعمار غزة
دعوات لتولي شركات سعودية إعادة إعمار غزة
وأضاف أن الاتحاد، الممول الرئيسي للمساعدات المقدمة للسلطة الفلسطينية، دأب على دفع ما بين 600 و700 مليون يورو كمساعدات للفلسطينيين، وسيدفع لإعادة إعمار غزة 60 مليون يورو إضافية هذا العام.
"كل ما نفعله هو أننا ندفع، وفي مرات عديدة ندفع لنفس المنشآت التي سبق أن دفعنا لبنائها.. أوروبا تفعل كل ما بوسعها، ولكن للأسف لن تستطيع أن تفعل أكثر.. لقد طفح الكيل"، بحسب تعبيره.
وتابع خلال تصريحاته لصحفيين: "أخبروني إذا كانت هناك مؤسسة أو جهة في العالم قدمت مساعدات للفلسطينيين مثل أوروبا.. أنا شخصيا لا أجد أي جهة أخرى"، مذكرا بأن أوروبا أنفقت منذ عام 2000 ثلاثة مليارات يورو كمساعدات.
وتوقع ميشيل أن تكون عملية إعادة إعمار غزة "صعبة للغاية، ولا شك أنها ستتكلف مبلغا ضخما من المال لنوفر للناس ظروف حياة مقبولة". ودمرت إسرائيل خلال حربها التي بدأتها يوم 27-12-2008، معظم البنية التحتية، وقتلت نحو 1315 فلسطينيا وجرحت 5300 آخرين، نصفهم تقريبا من النساء والأطفال.
وعما يمكن أن ييسر عملية إعادة الإعمار قال المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية: "يجب أن يلتزم طرفا النزاع بوقف دائم ومحترم لإطلاق النار، إضافة إلى قيام إسرائيل بفتح المعابر مع غزة لتسهيل عملية إعادة الإعمار، ولإدخال الأجهزة اللازمة لها".
وبحسب تقديرات مكتب الإحصاء الفلسطيني فإن 17 ألف بيت تم تدميره جزئيا، و4100 بيت آخر تم تسويتها بالأرض تماما. كما تم تدمير 1500 محل تجاري ومصنع وورشة عمل، و25 مسجدا و31 مبنى حكوميا، فضلا عن مستودعات مياه الشرب والصرف الصحي.
وقدر مكتب الإحصاء قيمة ما تم تدميره بنحو 1.9 مليار دولار. وأعلنت كل من قطر والكويت والسعودية وقمة الكويت الاقتصادية عن مساعدات مالية لإعادة إعمار القطاع.
شرطان للسلام
وعقب جولة قام بها وسط تلال البيوت والمنشآت المهدمة في مدينة غزة، حمَّل المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية حركة حماس، المسيطرة على القطاع منذ يونيو 2007، المسئولية عن وقوع هذا الدمار "البغيض وغير المعقول"، بحسب وصفه.
وقال ميشيل: "في هذه المرة يجب أن نذكر أن حماس هي المسئولة الأولى عن هذا الدمار.. وأؤكد عامدا أن حماس حركة إرهابية تقتل مدنيين أبرياء".
واستبعد خلال زيارته إلى غزة أي حوار بين الاتحاد الأوروبي وحماس التي "فوتت فرصة بأن تكون طرفا للحوار مع الأسرة الدولية؛ وبذلك كانت بالتأكيد أحد العوامل التي تقف خلف انقسام الشعب الفلسطيني"، على حد قوله.
واشترط للوصول إلى "حد أدنى" من نجاح جهود الاتحاد الأوروبي في تحقيق السلام أن "تعترف حماس بحق إسرائيل في الوجود، وأن تتوقف عن تهريب الأسلحة إلى غزة".
واعتبر أن الحوار سيكون "مستحيلا" إذا لم تلتزم حماس بهذين الشرطين "لأنه من الصعب التحاور مع حركة تستخدم الإرهاب لتنفيذ أهدافها"، بحسب تعبيره. ثمن لمنصب أكبر
تصريحات المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية، اعتبرها طاهر النونو، المتحدث باسم حماس، "وقحة تنم عن انحي